ظاهرة المعتوهين و مدمني السموم البيضاء تقض مضاجع سكان الشرافات و ضواحيها بإقليم شفشاون






بعد الحادثة المفجعة التي حدثت ببلدة الشرافات بسبب قتل احد الأبناء لوالده ذبحا و دفنه في بهو منزله يوم ثاني عيد الفطر بمركز الشرافات ، يتزايد القلق لدى السكان إزاء انتشار ظاهرة المعتوهين و زيادة عدد مدمني السموم البيضاء بالبلدة و النواحي المجاورة علما بأن الابن القاتل كان يعد من جملة المتعاطين لهذه السموم التي دخلت المنطقة ، و يتساءل السكان في نفس الوقت عما أعدته سلطات الإقليم الصحية على مستوى إحداث مراكز استشفائية و برامج خاصة لفائدة الشباب القروي من اجل مجابهة ظاهرة المعتوهين بسبب انتشار المخدرات القوية و السموم البيضاء بالناحية . مما يرشح المنطقة لمزيد من أعمال الإجرام و انعدام الأمن و انتشار النهب و السرقة ، خصوصا داخل المسجد العتيق للبلدة و بمحيطه حيث لم يعد يطمئن المصلون و اللاجئون إليه على أمنهم و أموالهم هذه الأيام بسبب اللصوص من أصحاب الإدمان الذين لم يعد لهم شاغل إلا التربص بالمصلين و الآمنين لبيت الله   .

مراسلة من الشرافات

البطء في اتخاذ الإجراءات أدت الى حدوث جريمة القتل المروعة بالشرافات إقليم شفشاون






على اثر الفاجعة المروعة التي حدثت ببلدة الشرافات بسبب قتل احد الأبناء لوالده ذبحا و دفنه في بهو منزله يوم ثاني عيد الفطر ، يتساءل الكثير من الساكنة عن جدوى الشكايات التي يتم تقديمها الى ممثل النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة شفشاون قصد استباق و قطع الطريق امام إمكانية حدوث جرائم قتل من النوع الذي حدث يوم ثاني عيد الفطر بمركز الشرافات . فالذي يروج بين الساكنة أن الأب الضحية سبق له أن قام بتقديم ثلاث شكايات موجهة الى السيد وكيل الملك يطلب فيها الأب الضحية التدخل لحمايته ضد ابنه المعتوه الذي يعاني من مرض عقلي و نفسي ، و الذي لم يكن يخفي نيته في الفتك بابيه من خلال تهديداته و تصرفاته و أقواله المجنونة اتجاه والده .

و يتحدث الساكنة أن تلك الشكايات لم تشفع له لدى الجهات المعنية ، مما دفع بالوضع الى تطورات فاجعة راح ضحيتها الوالد المقتول و تم ذبحه على يد ابنه بطريقة بشعة تنم على الخطورة البالغة التي أصبحت تتمثل في انتشار ظاهرة المعتوهين و مدمني السموم البيضاء و تزايد عددهم بقيادة باب تازة و المراكز التابعة لها .

مراسلة من الشرافات

هكذا يتم تدنيس حرمة مقابر العلماء و حملة القرآن بجوار المسجد العتيق بالشرافات إقليم شفشاون




بلدة الشرافات بإقليم شفشاون التي تحتضن بين جنباتها احد أقدم المساجد العتيقة التي أسست بشمال إفريقيا ، بما في ذلك المقبرة التاريخية التي توجد بجواره ، و التي استمرت تربتها المباركة منذ  قرون و قرون تحتفظ برفات العديد من الفاتحين و بناة المسجد و حماته من العلماء و حفظة القرآن الذين ساهموا بكل تفان و إخلاص في نشر نور الرسالة الإلهية على ارض المغرب و الأندلس ، هذه البلدة قد أصبحت اليوم هدفا لكثير من الإهمال و التقصير في حماية موروثها التاريخي و حرمة سلفها الصالح  ، خصوصا ما يتعلق بمقبرتها التاريخية المشار إليها ، و التي تبدو من خلال الصورة رفقته ، و لمن زارها قصد الترحم على سكانها أو الاطلاع التاريخي و العلمي ، أنها أصبحت بدون حرمة ، و مستباحة و عرضة لكل أعمال التدنيس و الامتهان حتى و لو كان العديد من مقابرها و أضرحتها تضم رفات أولائك الفاتحين الأوائل و سلالاتهم الذين استوطنوا بأرض الشرافات
من أجل القيام على خدمة المسجد المذكور و المرابطة للدفاع عن حوزة الوطن و عقيدة أهله .
فحالة المقبرة التاريخية التي توجد بجوار المسجد هذه الأيام و تحديدا منذ الإصلاحات التي شملت المسجد في الفترة الأخيرة ، و هي لا تبشر بالخير ، كما تثير الكثير من مشاعر الاستنكار و التقزز في نفس كل من رآها ، أو تجول في أرجائها خصوصا و أنها تعكس إلى أي حد انحدر شعور احترام حرمة مقابر المومنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، و الذين فرض لهم الشرع الحكيم بالمناسبة كل حرمة و هيبة حيث قال النبي (ص) يوم حجة الوداع في معرض تحريم الاعتداء على حرمة المسلم سواء كان حيا أو ميتا : ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا‏ )) ، و قال (ص) في مناسبة أخرى :  (( كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه )) أخرجه أصحاب الصحاح ، و اعتبر العلماء بإجماع أن مال الميت و عرضه و منهما قبره و رفاته داخل كل منهما في عموم الحديثين و ما يقتضيانه من حرمة . أما في شأن تحريم انتهاك حرمة رفات المسلم و النبش عليها و بالأخص العمل الذي يؤدي الى كسرها أو امتهانها ، فقد قال (ص) : ((كسر عظم الميت ككسره حيًا)) ، أخرجه الإمام ابن ماجه بإسناده مرفوعا عن أمنا عائشة رضي الله عنها وترجم له بقوله ‏:‏ ‏(‏باب في النهي عن كسر عظام الميت‏)‏، كما أورده الكثير من المحدثين و الحفاظ في أبواب قريبة من هذا الحكم و المعنى .
      على أن الذي يتابع الوضع المتردي داخل المقبرة التاريخية بحرم المسجد المذكور ، سيفاجأ و يصاب بالصدمة لما آلت إليه أمور مقابر المسلمين و أضرحتهم المنورة التي ضمت منذ قرون ما لا يحصى من رفات حملة القرآن و المجاهدين و أهل العلم و الصلاح و الولاية و الخفاء ، و تحولت مع غياب العناية و انحطاط الشعور الأخلاقي و الإهمال المتعمد الى مكان لطرح النفايات و الأزبال ، كما دنست و اندرست بسبب ذلك المعالم المميزة للعديد من القبور التي تعد حبسا على أصحابها و حرمة لهم يحرم الاعتداء عليها أو تدنيسها بأي وجه من الوجوه و يكون من مسؤولية السلطات المعنية بالإقليم حمايتها في إطار القانون و أحكام الشريعة السمحة و أعراف المغاربة الجاري بها العمل منذ القرون الأولى .
 بل الأفظع من ذلك هو انكشاف عظام و رفات بعض من دفن بالمقبرة و تكسرها و تبعثرها في أرجاء مختلفة وسط أكوام الردمة و مخلفات أشغال الإصلاح التي عرفها المسجد من أتربة و حجارة ، إضافة إلى أزبال و نفايات المحالات التجارية و المقاهي و المجازر المجاورة التي يتم طرحها عشوائيا وسط المقبرة ، و على المقابر على مرآى و مسمع من الجميع مما أدى و يؤدي الى تكريس النظرة السلبية عن أهل الشرافات المجاورين للمقبرة و تلويث البيئة و انتهاك حرمة أضرحة المومنين و المؤمنات فيهم الكثير من حفظة كتاب الله و العلماء و الشهداء و أهل الولاية و الصلاح الذين عاشوا مجاورين للمسجد العتيق و انقطعوا للعبادة و التقوى و تحصيل العلم الشريف .
فمتى إذن ستتدخل الجهات المسؤولة بالإقليم لحماية المقابرة التاريخية ببلدة الشرافات و ما فيها من مقابر للمسلمين و الفاتحين الذين أسسوا المسجد العتيق و رابطوا بجانبه لنشر الإسلام و علومه و قيمه الحضارية السمحة ؟ و بالتالي فرض حرمتها التي فرضها الشرع و القانون و كل القيم الأخلاقية و الإنسانية السامية ؟ و لماذا تم التغاضي عن جملة الانتهاكات التي مورست في حق مقبرة تاريخية اضطلع ساكنوها بدور كبير في ترسيخ قيم المجتمع المغربي المادية و الروحية ، و قد قال النبي (ص) في حق القرون الأولى : ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))؟


ابو محمد السعيد
من علماء خريجي دار الحديث الحسنية

"عناصر الشغب " بالشرافات إقليم شفشاون تستولي على منبع المياه و تقطع الماء الشروب على الساكنة




هل هي السيبة أم الفوضى أم ماذا ؟ هذا هو ما حدث بالأمس الثلاثاء عقب النداء الذي وجهه عبر مكبر الصوت إلى الساكنة عصابة من المشاغبين الذين تفاقم شرهم بمدشر تازية بالمركز المعني و استولوا على منبع الماء الذي يمد المدشرين معا ، و حولوه الى بضاعة للمتاجرة و البيع و الشراء ، معتمدين تسعرة قد تصل الى 120 دهـ للطن الواحد من الماء .
و للتوضيح أكثر فإن نداء مكبر الصوت للعصابة المعنية التي فرضت سيطرتها على الماء على طريقة قطاع الطرق من غير ترخيص و لا صفة قانونية  ، كان موجه تحديدا الى ساكنة مدشر أرموتة الشق الثاني من المركز ، يخبرهم بأن حصتهم التي يأخذونها يوميا من الماء سيتم إيقافها بدء من الساعة الثانية و النصف زوالا ، و فعلا فقد تم قطع إمدادات الماء عن ساكنة أرموتة و حرمان اسر بكاملها من حقها المائي الذي ورثته عن أجدادها على امتداد قرون عديدة  . الشيء الذي أدهش الجميع و أدخلهم في حيرة إزاء ما يحدث ، باعتبار أن هذا العمل السائب يعد شكلا من أشكال العدوان و الفوضى و سابقة خطيرة في تاريخ ساكنة مركز الشرافات يستوجب المتابعة لدى السلطات المختصة ، خصوصا و أن الذين يقفون وراءها و يتزعمونها بينهم عناصر خارجة عن القانون و مبحوث عنهم من قبل قوات الدرك و الأمن بالإقليم ، و أنهم مشهورون بسوابقهم في إثارة الشغب و السيبة داخل المركز و خارجه .

و أمام تلك التصرفات المافيوزية لعناصر الشغب المذكورة اتصل المسؤول الأول و رئيس الهيئة القانونية المختصة بتدبير ملف الماء بمدشر أرموتة ، و أعيان من المدشر بممثل السلطة المحلية في شخص السيد القائد لقيادة باب تازة الذي حضر الى عين المكان قصد المعاينة و اتخاذ المتعين .


و في أعقاب هذا الحدث غير المسبوق و ما يهدد به من اندلاع لحالة من الفوضى و الشغب ، فإن ساكنة أرموتة المتضررة من العمل العدواني الممارس ضد حقوقها المائية من طرف عصابة الشغب ، كما أنها تشيد بموقف ممثل السلطة المحلية في إجراءاته من اجل تطويق المشكل و ردع المشاغبين و البحث عن حل مرض ، فإنها تندد و تعبر عن بالغ استنكارها إزاء هذا الوضع الشاذ الذي أحدته عصابة السيبة بالمركز ، كما تحتفظ بكامل حقها في متابعة الفاعلين أمام السلطات القضائية و كافة السلطات العليا بالإقليم . و ذلك اعتبارا الى كون مسألة الحق في الاستفادة من منبع الماء بالبلدة هو حق تاريخي قد تم الحسم فيه منذ قرون عدة ، كما تم توثيقه بمقتضى رسوم إشهادية و عدلية توجد بحوزة الساكنة يزيد عمرها على قرن و نصف من الزمن تعطي للمدشرين اللذين يتواجد منبع الماء على ترابهما الحق في اقتسام مياهه مناصفة : النصف لمدشر أرموتة و النصف الآخر لمدشر تازية   .

مراسلة من الشرافات