قبيلة الاخماس .. و دورها التاريخي في حماية الموروث الثقافي



قبيلة الاخماس هي احدى المناطق المتوسطية من " بلاد غمارة الكبرى " فيما كان يسمى بالماضي , اي قبل ان تتحول غمارة الى وضعها الراهن و تنحصر في مجال ترابي يتحدد جغرافيا بتسع قبائل([1]) تشكل في مجموعها تجمعا قبائليا يمتد على جزء كبير من ساحل المتوسط . فهذه البلاد التي كان ينتسب اهلها  ـ حسب العلامة ابن خلدون ـ الى غمار بن اصاد بن مصمود قد لعبت بعد دخول الاسلام اليها على امتداد التاريخ دورا لا يستهان به على مستوى حماية الموروث الثقافي  و الروحي للمغاربة . بل اكثر من ذلك ظلت الحصن الحصين و المدافع عن الوطن ايام اشتداد الاطماع الاجنبية في الاستيلاء على ارض المغرب  و تغيير انتمائه الحضاري ذي الجذور العربية الامازيغية و الافريقية.
و نود في هذه الورقة ، و في سياق تثمين الاسهامات التاريخية للجهات و كذا التربية على قيم المواطنة ، ان نرسم مشهدا تقريبيا نبرز من خلاله للأجيال دور قبيلة الاخماس التاريخي في المساهمة الى جانب مناطق أخرى في العمل من اجل حماية الثقافة الوطنية المتمثلة في ذاك الموروث الفكري و الروحي الذي شكل على امتداد العصور الاختيار الاستراتيجي للشعب المغربي في مجال الحضارة و العقيدة من اقصى شمال الوطن الى جنوبه ، و من اقصى شرقه الى غربه . فما هو هذا الدور ؟ و الى اي حد يعتبر المغرب مدينا لمنطقة قبيلة الاخماس على صعيد حماية التراث الروحي و الثقافي ؟
قبيلة الاخماس : التسمية و التعريف

تعود تسمية قبيلة الأخماس فيما هو متعارف عند أهلها الى كونها تضم خمسة " أخماس" أي فرق سكانية كبرى تتفرع إلى الكثير من المداشر و القرى، وهي : خمس بني صالح، وخمس بني دركول، وخمس بني فلواط، وخمس سبع قبايل، وخمس بني زرويل وقد أضيف إليها خمس بني تليد وآخر لبني جافن. ويقال أن الذي فرض هذا النوع من التقسيم هو وجود خمسة أولاد لسيدي يلصو الاسم المحرف لـ "يرسول" باللسان الدارج فيما نعتقد ، و هو الاسم الذي أطلق على أحد أحفاد سيدنا عثمان ابن عفان (رض) نزيل قبيلة الأخماس زمن الفتح،
 أو الرغبة في التيمن بعدد الصلوات الخمس باعتبارها شعار الإسلام الدائم. ولعل هذا التقسيم من ناحية أخرى، ربما أملته اعتبارات العمل الجهادي و العسكري، وهو تقليد سار عليه المسلمون منذ زمن الفتح أيام الخليفة الثاني عمر الفاروق رضي الله عنه، حيث كانوا يجعلون من المدن قواعد عسكرية، وكل قاعدة تضم خمس فرق عسكرية تسمى الأخماس تتشكل من القبائل المشاركة في حركة الفتوحات، بحيث يقيم في كل خمس منها قبيلة من القبائل العربية الرئيسية المجاهدة وهم: الأزْد، وتَميم، وبَكْر وعبد القيس، وأهل العالية، وهم أهل المدينة المقيمون، وكانوا من قريش وكِنَانَة والأزْد وبَجِيْله وخَثْعم وقيس عَيْلان ومُزَيْنة، وكان على كل خمس أمير من أمراء تلك القبائل.

و يبدو ان هذه التسمية او التحديد الترابي على اساس الفرق و التجمعات البشرية الخمسة فيما يتعلق بالأخماس كان متداولا بين الناس  و معترفا به رسميا منذ القرن العاشر الهجري اذا ما عدنا الى كتابات هذه الفترة من تاريخ شمال المغرب [2]، و  ليس من المستبعد أن يكون الاسم دخل مدخل التداول قبل ذلك بكثير أي منذ زمن المرابطين و الموحدين و ربما قبل ذلك . ما دام ان القبائل الغمارية بدأت تستقيل بأسمائها و تتميز منذ ذاك الحين ، كما يمكن ان نلمس ذلك في تسمية قبيلة بني عروس ، التي اتخذت لها هذا الاسم نسبة إلى الولي الصالح سيدي سلام العروس بن سيدي مزوار الجد الخامس للشيخ المولى عبد السلام، وأحد أسلاف الشرفاء العلميين قاطبة [3]. و هو الذي سمى ولده بالعروس و زفه الى تلك المنطقة من بلاد غمارة التي ستشتهر باسمه . و معلوم ان الولي الصالح و الناسك الزاهد سيدي مزوار والد سيدي سلام قد توفي بحجر النسر عام 350 هـ اي خلال القرن الرابع الهجري مما يستفاد منه ان تسمية القبيلة بهذا الاسم يعود الى هذه الفترة بالذات او بعدها بقليل.
و من الناحية الديموغرافية ، فإن سكان الاخماس هم في الاصل  مزيج من العناصر الصنهاجية الامازيغية و العناصر العربية و الاندلسية التي تمازجت فيما بينها ، و صهرتها في الفكر و العقيدة و الاجتماع اصول العقيدة و الثقافة الاسلامية ، بينما سكان قبائل غمارة القريبة من الساحل ينتمون في معظمهم إلى مصمودة اضافة الى العنصر العربي والأندلسي الذي نزح الى هذه المناطق في اوقات مختلفة و بخاصة بعد سقوط الاندلس .


قبيلة الأخماس :
 فضاء متميز للحركة العلمية بشمال المغرب



و لقد ظلت قبيلة الأخماس بشمال المغرب عبر تاريخها فضاء متميزا لحركة علمية نشيطة ساهمت في نشر الكثير من علوم الشرع والمحافظة على أصول الثقافة الإسلامية المتسننة بفضل مساجدها المتعددة، وخاصة مسجدها التاريخي الشهير الذي سبقت الإشارة إليه، والذي أسسه القائد العسكري طارق بن زياد الليثي زمن الفتح بموضع الشرفات من نفس القبيلة. وبسبب ذلك، استطاعت هذه القبيلة بما توارثته من نشاط العلمي أن تنجب الكثير من العلماء اشتهر منهم على الخصوص أبناء الأسرة اليلصوتية، وأن تستقطب إليها الكثير من طلاب العلم وعشاق المعرفة الذين كانوا يشدون إليها الرحال من مختلف المناطق والقرى بما فيها القاصية. ولقد روي أن الشيخ المولى عبد السلام كان من جملة وفود الطلبة الذين توافدوا على قبيلة الأخماس من أجل الدراسة والتعلم، وأنه اتخذ منها أولى محطاته التعليمية التي دشن بها المرحلة الأولى ما قبل رحلته السياحية الروحية والعلمية الطويلة التي ستستمر ست عشرة سنة كما يروى عنه ذلك تلميذه الشاذلي. ذلك أنه اشتهر عند الخاصة وتواتر بالمناطق الجبلية المجاورة لقبيلة بني عروس حيث مقام الشيخ المولى عبد السلام رضي الله عنه، أنه انتقل إلى قبيلة الأخماس القريبة من بلدته، وأنه مكث مدة من الزمن يتلقى العلم على يد العلامة


الاخماس..
قبيلة المراجع العلمية الكبرى



قلت وقد ولد رضي الله عنه ونفعنا به بقبيلةالأخماس السفلى ببني زرويل منها ببني يفرح بمدشر اشتنوغل وبها ولد الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الحق الصغير صاحب التقييد على المدونة رضي الله عنه ونفعنا به ولهذا يقال قبيلة الشيخين.
وبها ولد العارف بالله تعالى القطب سيديمحمد بن سعادة الذي كان ينوه به العارف بالله تعالى العلم الأشهر سيديمحمد بن علي ابن ريسون الحسني العلمي ويغني به ومات بها وضريحه مشهور وبنيت عليه روضة وهي مزارة مشهورة نفعنا الله به.
وبها الولي الأشهر والعلم الأظهر سيدييلصو حفيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذي النورين وصهر النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أمير المؤمنين أبي عمر سيدنا عثمان بن عفان وإليه ينتسب اليلصوتيون كلهم وقد قدم رضي الله عنه ونفعنا به مع موسى بن نصير والعامة تسميه سيدييرزو وبه يعمر سوق النساء.
ومنها أيضا العلامة الأديب الشاعر المفلق أبو الحسن سيديعلي مصباح مؤلف: ( أنس السمير في مهاجات الفرزدق وجرير) وغيره ورأيت أصل مبيضته بخطه رحمه الله عند صاحبنا العلامة الأربيب القاضي الأديب أبي عبد الله سيديمحمد العربي المساري أبقى الله بركته ووفقنا وإياه لما يحبه ويرضاه.
وعلماء بني مصباح وقضاتها المحققون كلهم منها.
ومنها العلامة القدوة الصالح الصوفي أبو عبد الله سيديمحمد بن حيون شارح الصلاة المشيشية المتوفى في حدود الثمانين ومائة وألف بزاوية تزروت العَلَمية و بها دفن رحمه الله بجنان الشرفاء أولاد سيديمحمد بن علي ابن ريسون.
ومنها و بها أعني قبيلة الأخماس الولي الأشهر والعلم الأظهر أبو الجمال سيدييوسف أبي سيديالحسن الخمسي التليديولد بها ونشأ وعظم صيته بها ودفن بها وضريحه مزارة مشهورة وهو من أعظم تلامذة القطب الرباني أبي محمد سيديعبد الله الغزواني رباه من زمن صباه في حجره وتحت ولاية نظره حين كان رضي الله عنه قاطنا بقبيلةبني زكار مجاورا لمولانا عبد السلام بن مشيش نفعنا الله به بمدشر تازروت من بني زكار وزاويته هنالك مشهورة إلى الآن .
ومكث الشيخ الغزواني رضي الله عنه بقبيلةبن زكار مدة مديدة تنيف على الثلاثين سنة وهو الذي كلم الشيخ مولانا عبد السلام رضي الله عنه ونفعنا به في قبره فأجله الشيخ رضي الله عنه وعين قبره. وسمعه بعض من حضر منهم الولي الصالح حفيد الشيخ سيدييوسف بن حليمة جد السادات الأشراف أولاد بن حليمة أهل زاوية أدياز الذين منهم البركة المرحوم خاتم عصره وأعجوبة دهره سيديالطيب الطاهر بن حليمة وإخوانه وأبناء عمه ومن ذلك الوقت اشتهرت زيارة ضريحه المبارك (17) للناس ولم يزل ذلك في النمو والزيادة وانتفع الناس به شرقا وغربا رضي الله عنهم ونفعنا بهم وقد قال الشيخ الكبير مولانا عبد الله بن الحسن الشريف الحسني الدمغاري دفين تصلحت لتلميذه العارف بالله أبي عبد الله سيديمحمد بن علي بن ريسون الحسني العلمي حين جاءه بقصد الأخذ عنه ** من العلم أنني به سيديالغزواني وسيعود في هذا الرجل اغتنى سيديمحمد بن علي الولاية ** عن موضعها زمانا ثم تعود إليه ما ننسى من آية أو ننسيها نات بخير منها أو مثلها رضي الله عنهم ونفعنا بهم وسيدييوسف هذا رضي الله عنه قيل إنه هو وارث سر شيخه وقيل سيديمحمد الطالب وكراماته رضي الله لا تحصى ومناقبه لا تستقصى ومن كلامه رضي الله عنه ونفعنا به ورحمه ما هو الشيخ الأصوفي . ويكون تابعا للسنى . ويكون زاهدا في الدنيا . هاذاك هو مولاي عيني. وقوله للسنى تلك هي لغتهم يميلون آخر الكلمة يقولون باب لأبيهم وغير ذالك ومن أعظم بركاته وأشهر كراماته أنه رضي الله لم يعقها ولم يترك ابنا ولا بنتا ولا ابن عم محقق النسب فيما علمنا ومع هذا فزاويته رضي الله عنه فاتحة بأمر الله في جميع أمورها من حرث ودواب وغير ذلك من الأمور التي يعجز عن القيام بها الأقوياء وذالك في غاية الضبط والإتقان كل زمان يجود الله له من يقوم بزاويته ويأكل فيها الطعام الخاص والعام والغني والفقير لأنه رضي الله عنه حبس جميع ما يملكه في حياته وخرج عنه محدث على هذا الوجه يأكله جميع الناس فبلغ الله قصدك *** رجاءه ولم يزل ذالك إلى الآن بل وحقق رجاءه ذالك في صعود وزيادة وكل من يشاهد ذلك ويقدمه يرى من فضل الله على أوليائه واعتنائه بأمرهم ما يبهر العقول وقد كان الفقيه سيديالغزواني رضي الله عنه حين يجتمع أصحابه بين يديه يقول لهم * الهبطي للكلام أعني العلامة المتفنن القدوة سيديعبد الله الهبطي صاحب قضية البقية *** المشهورة و التليديأعني سيدييوسف للطعام وسيديعبد الرحمان بن ريسون يقوتة تضوي في حبل القلم وقد قال للشيخ العلامة سيديعبد الوارث اليصلوتي دفين بني زروال تلميذ الشيخ سيديعبد الله الغزواني *************ذات سيديعبد الرحمان بن ريسون وهي تضفي حتى كان يرى باطنه من ظاهره فرآني الشيخ أنظر فيه وأتعجب في نفسي فنظر إلي وقال يا هذا قليل في حق يقوتة العلم أو يقوتة المغرب وسيديعبد الرحمان هذا و أخوه أبو الحسن سيديعلي والد سيديمحمد المتقدم الذكر اللذان ذكرهما القاضي بن عسكر في  دوحه الناشر في اختصار أهل القرن العاشر وكان يقوله المحققون العارفون من صلحاء شرفاء العلم * السفر لله لنا من مولاي عبد السلام ***** غير واحد منهم الشيخ مولانا عبد السلام نفعنا الله به ويقول لهم من لم يستطع الوصول إلينا وشق عليه الوصول ** بسيديعبد الرحمان الشريف ** ابن السيدة الجليلة أم ريسون وفد ذكرها ابن عسكر في دوحته أيضا وإنما ذكر هذا وإن كنا لسنا بصدده تتميما للفوائد واغتناما ببركتهم ورجاء النفع في الدنيا والآخرة بهم وهذا كله من بركة القطب الرباني مولانا الحسن أبا الشاذلي وشيخه القطب الجامع مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه ونفعنا بهم آمين [4]

قال صاحب فتح العليم الخبير
 وبقبيلةالأخماس أيضا من أولياء الله تعالى المشاهير سيديالحاج أحمد أقطران بهذا يعرف ويقال إنه هو الذي غسل القطب مولانا عبد السلام نفعنا الله بهما و بها من غير هؤلاء من العلماء و الصلحاء مالا يحصى وأهلها إلى الآن موفقون راشدون وللمساجد هم معمرون . و بها من قراء كتاب الله العزيز الأساتيذ وأهل العشر مالا يستطاع ، وهم ملازمون للطاعة ، متبعون للجماعة  . و بلادهم في غاية الأحكام ، لا تقع بها سرقة ولا خيانة . و الجار بها أمين منفردا كان أو في جماعة .

وهم معظمون لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأولياء الله الكرام لا يخرجون عن رأيهم ولا يعملون إلا بمشاورتهم ، زادهم الله توفيقا وهداية آمين . و بمدشر الخزانة منها * عين مشهورة للحفظ . وذلك أن من شرب ماءها يحفظ كثيرا بإذن الله تعالى . وجل و مدشر الخزانة أو كلهم يحفظون كتاب الله العزيز ، وسمعت من غير واحد من أهل الخزانة أنهم في بعض الأيام  يرون نورا يصعد من ماء تلك العين عيانا . [قال تعالى] : و يخلق ما لا تعلمون [5]. وهذه العين مثل عين بزاوية تزروت العلم بالريف الفوقي منها من قبلة جامع شرفاء أولاد بن عمر العلميين اليملاحيين بين الطريق والجامع قرب الخندق الجارية هنالك أوان الشتاء ومهبط للعين بدرجتين فقد سمعت مرتين سيدنا ووسيلتنا إلى ربنا الولي الأشهر العارف بالله تعالى أبا عبد الله سيديمحمد بن علي بن ريسون المجذوب المشهور في حال صحوه : ( أن من أراد أن يكون أحفظ الناس يشرب من تلك العين المباركة لأن الشيخ القطب مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه كان يتوضأ فيها )) . وكان في جوارها السادات الشرفاء أولاد العبودي الحسيوني العمرانيون ، وكانوا يحفظون كثيرا . وقال الشيخ رضي الله عنه : (( أن سبب كثرة حفظهم هو شربهم من ماء تلك العين المباركة ))  . وما هي بأول بركتهم رضي الله عنهم ونفعنا بهم آمين .


علاقة التواصل بين الزاويتين التليدية و الريسونية
من خلال تواصل رجالتهما

فتح التاييد ص18 ، دراسة و تحقيق




دفاع الشيخ يدي عبد الوارث عن الامام الغزواني
صاحب المرآة عن بعض شيوخه بعد أن ذكر سعاية ابن عبد الكبير بالشيخ الغزواني ما نصه فتحرك الشيخ الغزواني لزيارة ضريح الشيخ أبي سلهام فعرض له العروسي قائد القصر الكبير وناوله كتاب السلطان يأمره فيه بقدوم الشيخ إلى فاس دار الملك إذ ذاك فقال له الشيخ طاعة السلطان واجبة وقال للزائرين معه بلغت النية فتوجه الشيخ إلى فاس من ذلك المكان وكلما بات في منزل ذهبت جماعة من الذين معه فلم يصل معه إلا القليل وكان الشيخ أبو البقاء عبد الوارث اليالصوتي إذ ذاك ساكنا بفاس
ولم يكن صحب الشيخ قبل ذلك فلما دخل الشيخ حضرة فاس لقيه أبو البقاء المذكور فسلم عليه فشد الشيخ يده على يده فلم يرسلها حتى عاهده على الرجوع فلما انفصل عنه اشترى خبزا وعنبا وحمل ذلك إلى الشيخ وأصحابه فوجدهم عند القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله اليفرني المكناسي وهو مؤلف المجالس المكناسية فوجدهم في المسجد القريب من دار القاضي المذكور بدرب السعود فناولهم ما معه ووجد الشيخ موكلا به وأصحابه يدخلون ويخرجون ثم دخل القاضي على الشيخ بالمسجد فقال له ما هذا الذي يذكر عنك قال أبو البقاء فتكلمت أنا وقلت إن هذا الرجل قد نزل بلدا عظيمة المناكر وأخذت أعدد مناكرها وصار هذا السيد ينهاهم عن ذلك فهدى الله على يده من هدى وشنئه من أبى فقام القاضي وركب إلى دار السلطان ثم رجع إلى منزله فبات ومن الغدر ركب إلى دار السلطان أيضا ومعه الشيخ الغزواني فلما اطمأن بهم مجلس السلطان وكان فيه صاحب تازا وهو أبو العباس أحمد ابن الشيخ أخو السلطان المذكور سكت الجميع وتكلم كاتب السلطان وإمام صلاته قال صاحب المرآة ولم يسم لنا فقال للشيخ ما هذا الذي يذكر عنك فقال له الشيخ أنت لا تتكلم حتى تغتسل من جنابتك فاستشاط الكاتب غضبا فقال له أخو السلطان هؤلاء القوم يعنون الجنابة غير ما تعنيه العامة يشير إلى ما في الحكم فقال له السلطان ومن أين تعرف هذا فقال له من سيدي محمد بن عبد الرحيم بن يجيش ففرح السلطان بمعرفة أخيه ذلك وقال للشيخ نحن نريد قربك وأن تكون معنا في هذه المدينة فقال له على بركة الله فانتقل إلى فاس القديم وبنى خارج باب القليعة داخل باب الفتوح وأقام هنالك ما شاء الله قيل سبع
انظ المرآة المحاسن و الاستقصاء

[1] ـ القبائل الغمارية التسع المقصودة هي :  1 ـ بني زيات ،2 ـ بني سلمان ،3 ـ بني منصور ، 4 ـ بني بوزرة ،5 ـ بني سميح ،6 ـ بني رزين ، 7 ـ بني خالد ، 8 ـ بني زجيل ، 9 ـ بني جرير .


[2] ـ انظر دوحة الناشر مثلا لابن عسكر

[3] انظر الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله في: معلمة المغرب (ج5، ص 1542 و1543) في مادة بني عروس.

[4]انظر الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة للعلامة سليمان الحوات، دراسة وتحقيق عبد العزيز التيلاني، مطبعة النجاح الجديدة – ط 1،1415- 1994، ج2، ص480.


[5]انظر فتح العليم الخبير محمد الصادق بريسون مخطوط بالمكتبة العامة بتطوان رقم 856، ص 38.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا