تأخر التساقطات المطرية تثير قلق الفلاحين من انعكاساتها السلبية على محصول الموسم الحالي



بات العديد من الفلاحين والعاملين في القطاع الفلاحي بالمغرب متخوفين من واقع تأخر التساقطات المطرية، خاصة إذا ما استمر هذا الوضع لأسابيع قادمة أخرى، حديث يطغى عليه الكثير من التشاؤم بخصوص الانعكاسات السلبية على محصول السنة، خاصة من الحبوب.

وقال المتحدث لجريدة هسبريس إن العديد من صغار الفلاحين ذوي الأراضي البورية يعتمدون اعتمادا كليا على التساقطات المطرية، وحتى من يملك بئرا داخل أرضه تُعينه على ريِّ غلته، فإن الأمر يتطلب اقتناء عدد من قنينات غاز البوطان يوميا لضمان استخراج الماء لـ 4 أو 5 ساعات، ولا يقوى الجميع على هذه التكلفة. أما كبار الفلاحين فإنهم يلجؤون إلى شراء ساعات من ماء السدود المخصص للري أو استعمال الأذرع المحورية أو الرشاشات.

الخبير في الأرصاد الجوية، محمد بلعوشي، لم يُخف أن هناك تأخرا في تساقط الأمطار بالمغرب، مشيرا بالمقابل إلى أنه لا يمكن الحكم على السنة الفلاحية بكونها جافة، ذلك أن "تأخر التساقطات المطرية غير عام، فهناك مناطق بالمغرب عرفت بعض التساقطات التي جاءت في وقتها وبالكميات المطلوبة، في حين أخرى لا زالت تنتظر".

بلعوشي وهو يتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية، بدا أكثر تفاؤلا من مهنيي قطاع الفلاحة، حيث أشار إلى أن سنوات منصرمة عرفت التعثر ذاته وتم تدارك الأمر لاحقا، لافتا إلى أن "الموسم الفلاحي لا زال في بدايته، مع إمكانية كبيرة في إنقاذه".

قلق الفلاحين بخصوص الموسم الفلاحي الحالي يأتي مقارنة مع السنة المنصرمة، التي تميزت بانتظام التساقطات المطرية وكمياتها المهمة التي عمت مختلف أرجاء المملكة، فمكنت من تحقيق نتائج قياسية في مجال إنتاج الحبوب عبر مختلف الجهات الفلاحية، حيث بلغ المعدل الوطني للتساقطات المطرية المسجلة إلى غاية 30 غشت الماضي 400 ملمتر، بارتفاع بلغ 4 في المائة مقارنة بسنة عادية، الأمر الذي ساهم في الرفع من نسبة ملء السدود المخصصة للري الفلاحي لتصل إلى 71 في المائة.

من جهته، أكد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، غياب تساقطات مطرية على المدى القريب، موضحا أن الطقس سيعرف حالة من الاستقرار تمتد إلى بداية الأسبوع المقبل، نتيجة مرتفع يمتد إلى جنوب اسبانيا والبرتغال.

ويرى يوعابد أن الوضع الذي يتخوف منه الفلاحون المغاربة ليس بهذا السوء عموما، وأن بعض المناطق بالمغرب تعرف تساقطات مطرية قريبة من المعدل، كأكادير وسيدي إفني وورزازات وتارودانت، مقابل أخرى بالمناطق الداخلية القريبة من الأطلس الكبير وسهول تادلة والريف التي تعرف نقصا.

المتحدث اعتبر أنه من الصعب الحكم على العام منذ بدايته، مبرزا أن الأسابيع المقبلة قد تحمل بشرى سارة ويعرف المغرب تساقطات مطرية تنعش آمال الفلاحين.

عن موقع هسبريس بتصرف 

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا